الخميس، ديسمبر 17

الانسان والاشجار(الفروع والاصول)

ما اشبه الانسان بالاشجار
شكا لي احد الاصدقاء من التباين الشديد بين اولاده في كل شيء
بالرغم من انهما اثنان فقط
الاول كل احواله في غايه السؤ والاعوجاج وبالرغم من المجهودات
التي يبذلها الاب محاولا بها حث الابن علي الاستقامه الا انه غالبا
يصطدم بان جهوده ومحاولاته كلها لا تلقي اي استجابه
اما الابن الثاني
فبسم الله ما شاء يشق طريقه الي سماء المجد والنجاح بلا اي توجيه
بل انه كثيرا ما يكون سندا وعونا للاب علي متاعب الحياه
واثناء سيري باحد الشوارع شاهدت شجره جميله فروعها كبيره
تكاد تسابق بعضها للوصول الي السماء
ولكني فوجئت ببعض الفروع المائله التي تنمو افقيا تكاد تتلامس مع المنازل المجاوره
وتنشر ظلها بمساحه كبيره اسفلها
ونظرت لجزع الشجره وسالت نفسي الم تتافف تلك الشجره من تلك الفروع
ولماذا لا تحاول بتر الفروع المائله بنفسها حتي يذهب كل الغذاء والدعم للفروع
المستقيمه والمهتم بالنباتات يعرف هذه العمليه جيدا وتسمي ؟(التقليم)
وبين صديقي الانسان وصديقتي الشجره
تيقنت ان هناك من يبدع في خلقه ويعلم مالا نعلم وان الرضا في كل الاحوال
هو عين العباده فلو تمكنت الشجره من بتر الفروع المائله ما تمتعنا ابدا بظلالها
وبالرغم اننا لا نعلم السر في ان يرزق عبدا صالح بولد طالح
الا انني تيقنت الان ان الرضا مقترنا بالعمل الدؤوب لاصلاح الاعوجاج
هو اسمي فضيله ممكن ان يتصف بها انسان
اللهم هيء لنا من امرنا رشدا

هناك تعليق واحد:

  1. الملاحظة ووجه الشبة في غاية الواقعية وإن كان ظل الفروع المعوج قد يقوم ببعض النفع ..ولا نفع من انسان طالح اللهم الا شكر الله على العافية الا ان سنة الله في الكون فعلاً تقتضي وجود المخالف وإن سرنا بكل اتجاه لتغييره

    تحياتي وتقديري :)

    ردحذف